شهد الرئيس حسنى مبارك صباح اليوم "الخميس" احتفال مصر بعيد العمال والذى أقيم بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر شرقى القاهرة.
وكان فى استقبال الرئيس مبارك لدى وصوله رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادى ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسين مجاور وكبار رجال الدولة والمسئولين .
وقد صافح الرئيس مبارك عقب وصوله مقر الاحتفال عددا من القيادات العمالية، ثم التقطت صورة تذكارية جماعية.
وعقب دخول الرئيس مبارك قاعة الاحتفال قوبل بعاصفة من التصفيق وهتافات الترحيب.
وقد بدأت وقائع الاحتفال بعيد العمال عقب وصول الرئيس مبارك إلى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر بعزف السلام الجمهوري، ثم ألقى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسين مجاور كلمة رحب فى بدايتها بعودة الرئيس سالما معافى إلى أرض الوطن داعيا الله أن يديم على الرئيس نعمة الصحة والعافية حتى تستكمل مصر بقيادة مبارك الحكيمة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
وأضاف مجاور قائلا "إن الانجازات التى تحققت على أرض مصر خير دليل وأصدق برهان ولا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، إن ما تحقق من انجازات فى البنية الأساسية والنهضة الصناعية والزراعية والتنموية تتحدث عن نفسها، كما أن حرصكم على ضمان الحقوق والحريات الاساسية للمواطنين وحقهم فى الحياة الامنة وتحقيق المساواة بينهم أمام القانون وحقهم فى التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية، كل ذلك يشهد بأن مصر بقيادتكم تمضى نحو نهضة حقيقية لشعبها ومجتمعها".
وتابع قائلا " إننا نؤمن بأن ما تشهده مصر من وسائل مختلفة للتعبير عن المطالب العمالية هو دليل على ما تشهده من أجواء الديمقراطية وحراك فعال طالما جاء هذا التعبير فى إطار الالتزام بالشرعية والقانون"، مضيفا أن هذه المطالب العمالية تؤكد الحاجة لحماية العمال من تعنت بعض أرباب الاعمال من خلال تفعيل آليات متابعة العاملين فى مختلف الشركات والقطاعات، وذلك وفقا للقانون الذى يحفظ الحقوق المشروعة للعمال".
وأشار مجاور إلى أن المادة الرابعة من الدستور نصت على أن يقوم الاقتصاد المصرى على تنمية النشاط الاقتصادى والعدالة الاجتماعية وكفالة الاشكال المختلفة للملكية والحفاظ على حقوق العمال.
وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسين مجاور إن فى مقدمة هذه الحقوق الأجر العادل الذى يضمن الحياة الكريمة للعامل وأسرته ويحقق العلاقة الترابطية والتوزان المطلوب بين الاجور ومستوى الانتاجية ونفقات المعيشة، وهو ما نسعى إليه فى إطار النقاش الدائر حاليا بين الاتحاد العام وأرباب الاعمال .
وبالنسبة لمشروع قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات الجديد قال مجاور إن الاتحاد العام يتوجه بالشكر والتقدير للحكومة لاستجابتها للتعديلات التى تقدم بها الاتحاد العام لنقابات العمال إلى وزارة المالية.
وأوضح أن الموافقة على هذه التعديلات المقترحة إنما تعكس تقدير الحكومة لعمال مصر واتحادهم العام.
وفى ختام كلمته، قال مجاور موجها حديثه للرئيس مبارك "سيادة الرئيس.. لقد حافظتم دائما على عهدكم لعمال مصر.. ساندتم حقوقهم وتمسكتم بما حققوه من مكتسبات على مدار العقود الماضية.. وانحزتم دوما للاغلبية الساحقة من أبناء مصر.. إن عمال مصر يعلنون اليوم إنهم معك لانك السند الحقيقى لهم ولحقوقهم.. وسوف يظل عمال مصر على الدوام جنودا مخلصين فى ظل قيادتكم الحكيمة لتستكمل مصر مسيرتها نحو مستقبل أفضل"، داعيا الله العلى القدير أن يحفظ الرئيس مبارك حاميا لمصر رافعا رايتها ومحققا لآمالها فى التقدم والازدهار.
ثم القت وزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادى كلمة رحبت في بدايتها بالرئيس مبارك معربة عن سعادتها لعودته سالما إلى ارض الوطن .
وقالت إن "هذا يوم يمتزج فيه المعنى والرمز ويتوحدا معا احتفالا من عمال الوطن بلقاء رمز مصر وبطلها المفدى وقائد نهضتها".
اضافت "ان مصر غدت بقيادة الرئيس مبارك بلدا مشجعا لاستثمارات أبنائه، وأشقائه العرب ، كما أصبحت مقصدا للاستثمار من دول العالم بما توفره من بنية أساسية، وحوافز الاستثمار الجاد الذي يتيح فرص العمل ويرعي حقوق العمال، ويحترم القانون، ويلتزم بالمعايير الدولية والإنسانية ".
وأكدت وزيرة القوى العاملة والهجرة ان الرئيس مبارك حقق لمصر إنجازات عديدة ومكانة مرموقة في العالم، تشهد لرؤيته وسياسته بالحنكة، وتؤكد جدارة المصريين حيث عبرت بمصر الأزمة المالية العالمية بامان والتي عصفت بالدول الغنية والفقيرة.
وقالت "ان عمال مصر يعاهدونك ياسيادة الرئيس على بذل قصارى جهدهم كى يعاود الاقتصاد المصري تحقيق المعدلات المرتفعة للنمو الاقتصادي الذي حققناه قبل الأزمة".
وفي ختام كلمتها، اكدت الوزيرة ان "مصر تدرك عن حب ويقين انكم فارسها وبطلها الذي انتصر لها في الحرب والسلم، وامضى سنوات عمره في اعلاء رايتها وتحقيق عزتها ونهضتها، فسر على بركة الله تحرسك عنايته، ودمت زعيما وقائدا ونصيرا للعمال" .
ثم بدأ الرئيس مبارك فى القاء كلمته التى أكد فيها تمكسه بحصول العامل المصرى على أجور مجزية تشهد ارتفاعا حقيقيا عاما بعد عام ومعاشات تراعى التضخم وغلاء الأسعار عند التقاعد ، وتأمين من البطالة لحين عودته لسوق العمل.
وقال مبارك إنه سوف يكون دائما بجانب عمال مصر ، محافظا على عهده معهم ، ومنحازا لقضاياهم وحقوقهم ومصالحهم ، ومتصديا لكل من يحاول الانتقاص من هذه الحقوق .
ونوه بأنه للعام الثانى على التوالى خصصت الدولة نصف مليار جنيه من الميزانية لأغراض تدريب وإعادة تأهيل العمال بالقطاعين العام والخاص ، لتعزيز قدراتهم ومهاراتهم وإنتاجيتهم من أجل تأهيلهم للحصول على فرص عمل أفضل ومستوى أفضل من الكسب والعيش الكريم.
وقال إن الدولة عملت على زيادة الأجور عاما بعد عام، ليس من خلال قرارات إدارية تلتهمها زيادة الأسعار ، وإنما بجهود مستمرة لرفع إنتاجية العمال ، وجهود موازية للسيطرة على غلاء الأسعار ، الوارد من الخارج ، مؤكدا أن الأجور والمرتبات زادت خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر مما وعد برنامجه الانتخابى بتحقيقه فى ست سنوات.
وشدد على أن أية مراجعة لهياكل الأجور لابد أن تعى العلاقة الأساسية بين الأجور والإنتاجية ، وإلا فإن أى زيادة غير واقعية فى الأجور لا تعكس مستوى الإنتاجية ستؤدى إلى تراجع القدرات التنافسية وانحسار فرص العمل وزيادة التضخم.
وقال الرئيس مبارك - فى كلمته - إنه كلف الحكومة بتحقيق أهداف محددة خلال الاثنى عشرا شهرا المقبلة تستكمل ما وعد به برنامجه الانتخابى وتضيف إليه ، مؤكدا أن الأشهر المقبلة ستشهد تشغيل 200 مصنع جديد وإقامة 12 منطقة صناعية و7 مناطق تجارية جديدة ، كما سيتم طرح حوافز جديدة لاستثمارات القطاع الخاص وإتاحة مجالات جديدة لمشاركة الاستثمارات العامة والخاصة فى إطار مشروع القانون المعروض أمام الدورة الحالية للبرلمان، كما سيتم الدفع باستثمارات جديدة للدولة بمقدار 8 مليارات جنيه على الأقل يتم توجهيها لقطاعات الإنتاج والخدمات والبنية الأساسية.
ونوه بأن مصر صارت واحدة من الاقتصادات البازغة وفق تصنيف مؤسسات التمويل الدولية المحايدة ، وأصبح هناك اعتراف دولى بأن مصر - بما حققته من خطوات الإصلاح الاقتصادى - قد وضعت أقدامها على طريق النمو المتواصل ، واستطاعت - ضمن قلة قليلة من الدول - أن تحافظ على معدلات نمو إيجابية خلال الأزمة الأخيرة للاقتصاد العالمى.
وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس مبارك مجددا تمسكه باستكمال ما وعد به من إصلاحات سياسية ترسخ دعائم الديمقراطية وتدعم دور البرلمان والأحزاب وتعزز استقلال القضاء وتنأى بالدين عن السياسة.
وقال إن الانتخابات المقبلة - بشقيها - ستكون حرة ونزيهة ، وسيكون الشعب هو الحكم ، وستكون كلمته هى الفيصل فى صناديق الآقتراع ، مطالبا أصحاب الشعارات والمزايدين بأن يجتهدوا لإقناع الشعب برؤى واضحة تطرح الحلول للمشكلات وأن يجيبوا على تساؤلات البسطاء من الناس ماذا لديهم ليقدموه لهم ؟ ما هى سياساتهم لجذب الاستثمار وإتاحة فرص العمل ؟ ما هى برامجهم لرفع مستوى معيشة محدودى الدخل منا ؟ كيف يرون التعامل مع مخاطر الإرهاب على مصر وشعبها ؟ ، وما هى مواقفهم من قضايا سياسة مصر الخارجية فى المنطق والعالم ؟.
وكان الرئيس مبارك قد كرم قبل القاء كلمته عشرة من قدامى النقابيين واثنين من وزارة القوى العاملة حيث منحهم الاوسمة وانواط الامتياز من الطبقة الاولى.
وكان الرئيس مبارك قد قوبل عقب دخوله قاعة الاحتفالات بعاصفة من التصفيق الحار من قبل ممثلى العمال استمر عدة دقائق وتعالى هتاف الحاضرين بالتهنئة للرئيس مبارك على اكتمال شفائه وتعافيه والتعبير عن مشاعر الحب والود وتأييد سياساته الداخلية والخارجية والدعاء له بدوام الصحة والعافية
كما القى عدد من العمال ابياتا من الشعر تعبر عن الحب الذى يكنه العمال لشعب ورئيس مصر.
ودوت القاعة بالتصفيق وهتافات التأييد والمساندة والوقوف صفا واحد خلف سياسة الرئيس مبارك عندما قال فى خطابه "أقول لعمال مصر ستجدونى دائما إلى جانبكم حافظا لعهدى معكم منحازا لقضاياكم وحقوقكم ومصالحكم ومتصديا لكل من يحاول الانتقاص من هذه الحقوق".
وكان فى وداع الرئيس مبارك الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب والسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب والبابا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والمشير حسين طنطاوى وزير الدفاع والإنتاج الحربى وحبيب العدلى وزير الداخلية والدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية وسيد مشعل وزير الدولة للانتاج الحربى وعائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة وعدد آخر من الوزراء وكبار رجال الدولة.